البكاء طريق للنجاة
إن الحياة الروحية للأنسان المسيحى يصعب فيها النمو إن خلت من فضيلة التأمل ، فالتأمل هو الدخول الى العمق، كما أن التأمل هو ليس مجرد فكر إنما هو خلط الفكر بالقلب ..
وجميع الأباء القديسين لم يصلوا الى الدرجات الروحية العالية إلا عن طريق التأمل الروحى ، تابع معى تلك السلسلة من التأملات والتى ستكون معظمها فى سير القديسين ومواقف فى حياتهم .
+ تأملتنا اليوم عن موقف حدث فى حياه قديس عظيم من قديسى الكنيسة... هو القديس العظيم " الأنبا أرسانيوس معلم أولاد الملوك "
القصة الفعلية :
قيل عن أنبا أرسانيوس إنه إذا جلس يضفر الخوص كان يأخذ خرقةً ويضعها على ركبتيه لينشف بها الدموع التي كانت تتساقط من عينيه. وفي زمانِ الحر كان يرطِّب الخوص بدموعه وهو يضفِر. ولما سمع الأنبا بيمين بنياحته تنهد وقال:
« طوباك يا أنبا أرسانيوس ، لأنك بكيت على نفسك في هذا العالم . فإن من لا يبكي على نفسه ها هنا زماناً قليلاً ، فسوف يبكي هناك زماناً طويلاً . فإن كان ها هنا بكاء فبإرادتنا، وأما هناك فالبكاء من العذاب . وعلى تلك الحالتين لن ننجو من البكاء . وعلى ذلك فما أمجد أن يبكي الإنسان على نفسه ها هنا ».
التأمل:
+ الدموع هامة جدا فى الحياه الروحية . فهى تدل على صدق توبتك امام الله وتطهر القلب من نجاساته ودنسه
إن كنت ماتزال لا تمتلك ينبوع دموع فى صلواتك . اطلب بلجاجة من الله لكى يمنحك إياها
لأن الدموع عطية غالية من عطايا الله علينا . حتى تستطيع ان تدخل إلى العمق فى صلواتك مع الله
والله قادر ان يعطى اى شخص . فقط أطلب منه .
إن طلبنا الله فهو يظهر لنا وإذا أمسكنا به فأنه يبقى معنا (الأنبا أرسانيوس معلم أولاد الملوك)