ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله - رو 28:8
ما أوسع هذه العبارة! إن الرسول لا يقول: "ونحن نعلم أن بعض الأشياء" أو "معظم الأشياء" أو "الأشياء المُفرحة",
بل يقول: "كل الأشياء", من أصغرها إلى أكبرها, من أبسط أمور حياتنا اليومية إلى أعظمها أهمية وخطورة.
ثم يقول إن كل الأشياء "تعمل", فلا يقول "عملت" أو "ستعمل" بل تعمل الآن. وفي اللحظة التي قد يعلو فيها صوتٌ قائلاً: "أحكامك لُجة عظيمة" (مز 6:36) ونسمع تسبيح داود قائلاً: "الرب بار في كل طرقه, ورحيم في كل أعماله" -مز 17:145.
ثم يقول: إن كل الأشياء "تعمل معًا". إنه امتزاج جميل. فألوان كثيرة, كل منها في ذاته غير جميل, يجب أن تدخل في تركيب شعاع الضوء البهي. ونغمات مُفردة كثيرة, قد لا تتلذذ الأذن بسماع كل منها على حده, عندما تتحد ببعضهما تُنتج ذلك الصوت الموسيقي الجميل الذي يطرب آذان السامعين. فيا ليتنا نقبل كل شيء من يد الرب بالرضى, موقنين أن كل أعماله بحكمة يعملها, وتؤدي في النهاية إلى مجده في حياتنا, كما إلى بركة نفوسنا.