ولد القديس بمدينة أخميم بسوهاج ، وكان سائحا في الجبل الشرقي في بلدة القصر والصياد ، مركز نجع حمادى ، محافظة قنا.
جهاده مع الشيطان
كان يذكر القديس خطاياه فيبكي عوض الضحك، متمسكًا باسم يسوع المسيح واهب
الخلاص. أقام في جهاده زمانًا طويلاً حتى جاء يوم كان فيه يحمل شغل يديه
ليبيعه في الريف، وإذ سار نحو الريف تطلع فرأى الجبل كله قد تغير قدامه
ولم يعد يرى رملاً أمام عينيه بل أرضًا خصبة ومدينة جديدة تضم قصورًا
فخمة، بها حدائق وبساتين تحيط بها، فمضى إلى المدينة وتعجب من أجل عظم
كرامتها، عندئذ أراد الدخول فيها ليجد بين أغنيائها من يشتري منه هذا
القليل من عمل يديه. اقترب جدًا فوجد "ساقية" تدور وبجوارها امرأة تبدو
أنها أرملة، كانت حزينة ومحتشمة، وينزل حجاب حتى عينيها. إذ نظرته المرأة
غطت رأسها، وقالت له: "باركني يا أبي القديس"، ثم حملت عن كتفيه السلال،
وطلبت منه أن يستريح. جلس الأب بجوارها على مجرى ماء، وكانت المرأة تأخذ
بكفيها من الماء وتسكبه على قدميّ الراهب بلامون وتغسلهما كمن تود نوال
البركة، وقد ظهر عليها أنها إنسانة غنية وشريفة الجنس، ثم دار بينهما هذا
الحوار: قولي لي أيتها السيدة المؤمنة، إذا دخلت المدينة بهذا القليل من
عمل اليدين، هل يوجد من يشتريه مني؟ نعم يشترونه منك، لكن أتركه لي وأنا
أشتريه منك وأدفع لك ما تحتاج إليه، فإني زوجة إنسان
غني، وقد مات رجلي منذ أيام وترك لي مالاً كثيرًا وبهائم كثيرة، وها أنت
تنظر هذه الكروم العظيمة، أنا أقوم بجمعها، وليس لي إنسان يقف بجواري.
ليتني أجد إنسانًا مؤمنًا مثلك أسلم له كل شئ بين يديه ليفعل كيفما شاء.
فإن أردت يا أبي القديس أن تأتي وتتسلط على بيتي وتأخذ كل ما لي فإني أتخذك زوجًا لي.
إذا ما تزوج الراهب يصير في خزيٍ وعارٍ. إن كنت لا تتخذني زوجة فكن مقدمًا
على كل ما لي، تدبره لي في النهار، وإذا جاء الليل تقوم وتصلي. عندئذ قامت
المرأة وصعدت إلى علية بيتها وهيأت له طعامًا فاخرًا ووضعته قدامه، ثم
دخلت حجرتها ولبست ثيابًا فاخرة وعادت لكي تقترب إليه جدًا. عندئذ انتبه
الأب بلامون بقوة الله ورشم ذاته بعلامة الصليب وإذا بكل ما هو قدامه يصير
كالدخان أمام الريح، فأدرك أنه دخل في خدعةٍ شيطانية
لقاءه بالانبا تلاصون السائح: في احد الايام خرج القديس من مغارته ليبيع
القليل من عمل يديه ضل القديس الطريق وبقي أسبوعا كاملا بلا طعام أو شراب
في حر الصيف فكاد ان يموت فصرخ قائلا " ياربي يسوع أعني " فسمع صوتا يقول
له" لاتخف فان العدو لا يقدر عليك بعد ان ذكرتني
، قم أمشي الي الجنوب قليلا ستجد راهبا شيخا صديقا يسمي تلاصون ، أخبره
بكل ما فعلت في صباك وهو يصلي لك " فصلي القديس المزمور 53 " اللهم باسمك
خلصني........" لم يفتر الصلاة حتي التقي بالقديس الانبا تلاصون ، وكان
يبكي أمامه طالبًا صلواته عنه كي يغفر له الرب خطيته. وبالفعل صلى له، وإذ
بهما يجدان أشبه بمائدة نازلة من السماء أكلا منها وفرحا بالرب، ثم عاد
القديس بلامون إلى مسكنه يمارس نسكياته وعبادته بغيرة، حتى وهبه الله
موهبة شفاء المرضى، وكانت الوحوش تأنس إليه فيطعمها بيديه. وكان كثيرًا ما
ينزل من مسكنه ليفتقد المسجونين والمحتاجين
تلمذة الانبا باخوميوس علي يديه
بعد ان قبل القديس باخوميوس الإيمان ، عاش ثلاث سنوات بعد عماده يمارس كل
حبٍ مع الفقراء والمحتاجين، وكان قلبه يلتهب مع كل يوم في محبة الله. سمع
عن المتوحد الأنبا بلامون فذهب إليه ليلتقي به، وإذ بلغ مغارته قرع الباب
فتطلع الشيخ من الكوة، وقال له : "من أنت أيها الأخ؟ وماذا تريد؟" أجاب
باخوم : "أنا أيها الأب المبارك طالب السيد المسيح الإله الذي أنت تتعبد
له. أطلب من أبوتك أن تقبلني إليك وتجعلني راهبًا". قال الأب : "يا ابني،
الرهبنة ليست بالأمر الهين، ولا يأتي إليها الإنسان كيفما كان، لأن كثيرين
طلبوها وتقدموا إليها وهم يجهلون أتعابها، ولما سلكوا فيها لم يستطيعوا
الصبر عليها، وأنت سمعت عنها سماعًا لكنك لم تعرف جهادها". واستطرد الأب
يحدث القديس باخوميوس عن متاعب الرهبنة بصورة شديدة، مظهرًا له محاربات
الشيطان، فازداد شوق القديس باخوميوس للحياة الرهبانية، وتعلق قلبه
بالأكثر عند سماعه عن أتعاب الرهبنة. وإذ عاين القديس بلامون ثبات القديس
باخوميوس وعدم تراخيه فتح له الباب ورحب به. بقى معه ثلاثة شهور تحت
الاختبار، بعد ذلك قص شعره وألبسه إسكيم الرهبنة بعد قضاء ليلةٍ كاملةٍ في
الصلاة، وسكنا معًا كشخصٍ واحدٍ. اهتمامه بحياة تلميذه اهتم بتلميذه من كل
جانب روحي، فيذكر عنه انه في إحدى الليالي طلب منه أن يسهر معه حتى
الصباح، وكانا يقضيان الوقت ما بين الصلاة وعمل اليدين، وكان إذا أتعبهما
النوم يقومان لينقلا بعض الرمال من موضع إلى آخر فيستيقظا ليعودا إلى
الصلاة. ومتى رأى الأب تلميذه قد غلبه النوم كان يقول له : "استيقظ يا
باخوم لئلا يجربك الشيطان، فقد مات كثيرون من كثرة النوم". لقد دربه على
الحياة النسكية القاسية الممتزجة بحياة الحب الإلهي حتى يرفع قلبه وحياته
فوق احتياجات الجسد.
تاسيس نظام الشركه: ظهر ملاك الرب للانبا باخوميوس ليؤسس نظام الشرك و
ساعد المعلم تلميذه على تأسيس نظام جديد لم يكن له خبرة فيه، وسأله أن
يزور أحدهما الآخر مرة كل عام بالتناوب وبارك المعلم عمل تلميذه.
نياحته
ولم تمضِ إلا سنوات قليلة ليرقد ولم تمضِ إلا سنوات قليلة ليرقد في الرب بعد أن مرض قليلا ..في 1 أغسطس 316
ويعد دير الانبا بلامون بالقصر والصياد الدير الوحيد في العالم بأسم القديس الانبا بلامون
اعياده :
تعيد له الكنيسه مرتين سنويا
30 طوبه : تكريس كنيسته
25 ابيب : تذكار نياحته
بركة الانبا بلامون تكون معنا أمين